الكاتب: مجموعة ادباء
و عادت ريحانة إلى حديثها , قالت : وجاءني يوما فقال : إني راحل عنك, فقلت : و أي السبل اخترت لي؟ فقال : العقبة يا ريحانة, قلت: و ما الراحل بك؟ قال : كره البيوت... فقلت: و كنت بيتا فكرهته, فقال و لو اكتنفتني فاكتفيت بك إني إذن لجبان , و قد حذرتك أن تكوني جنتي, فإن شئت يا ريحانة أن أبقى فلتفني و إلا ارتويت. فأدركت أنه قد عاوده الجوس, وكان شديد الكره للنزول يرتاد و لا ينزل, و يقتله الطمع و يحييه اليأس و يخاف أن يستقر الجهد و ينقطع الشوق, فقلت افعل ما ترى, فقال اخذ عصاي... لقد كان دائم التوق إلى الشمس دائم الخوف من طلوعها, و يقول : إن استطعت فاجعل كامل حياتك فجرا. رحم الله ابا هريرة.